راحوا وشبوا بالحشا نار الأشواق
تحرق فؤادي بالهموم الثقيلة
أقفوا وسال الدمع ع الخد حرّاق
والقلب بالحسرات يا عزتي له
كانوا لضيّ العين نورن وإشراق
وصاروا سبب سكب الدموع الهميلة
ما طاق قلبي فرقا الأحباب ما طاق
كنّــه كبيــــر الســـنّ لا راح جيــله
ما غير يذكر رفقةٍ له ويشتاق
وما له بعد جيله شبيهٍ مثيله
أمسى وعقله للهواجيس طرّاق
وأصبـــح وماله للوصل أي حيله
لا بارك الله فيك يا حزن الفراق
صارت ثواني الضيق عن ألف ليلة
لا ناح طير الشوق ع الغصن ورّاق
ناحت بقلبي حسرةٍ لي عليــلة
عقلي غدا من شدّة الهم منعاق
من حرقــــة الأحـــزان انهدّ حيله
يا ويــل قلــبٍ للغرابيل ذوّاق
السعْد في عمره ثوانٍ قليلة
ذاق العذاب ألوان والفرح ما ذاق
الفرح في عمره مضيّع دليله
كنّه سجينٍ ينتظر أمر الإطلاق
ماله على وصل الحبايب وسيلة
وإلا كسير الحرب في أرض العراق
يخفي دموعٍ في المحاجر ذليلة
يستقبل الصدمــــات بصراخ وزعاق
وجيش الحزن سلّ السيوف السليلة
إن كان بعد الجسم للشوف عوّاق
وبعد المســــافة والدروب الطويلة
فأنتم وسط روحي على عرش الأعماق
لا ما نسيــــت الذكريــــات الجميـــلة